بائعة الكسرة السودانية تقضي وقتها بقراءة القرآن عبر هاتفها الذكي منتظرة الزبائن.
بائعة الكسرة السودانية تقضي وقتها بقراءة القرآن عبر هاتفها الذكي منتظرة الزبائن.
-A +A
تقرير وتصوير: عمرو سلام
مغتربون لكنهم صنعوا في عوالمهم الصغيرة ما يعيدهم، واقعا وخيالا، إلى بلدانهم بأمسياتها الرمضانية وعاداتها التي ترافقهم مثل حقائب السفر أينما ارتحلوا.. وللسودانيين ولع وشغف بطقوسهم في الصيام والإفطار وجولة واحدة في حي بني مالك الشعبي، الموقع المحبب لهم، تكشف أن تقاليدهم التي ودعوها جاءت ترافقهم في ترحالهم.

فالكسرة السودانية، الخبز الرقيق المصنوع من الذرة، و«الملاح» لا تكاد تفارق المائدة السودانية في رمضان، وتحرص سيدات كبيرات في السن على تسويق المنتج الرمضاني في الحي الشعبي، وقد خلقت ظروف الهجرة والاغتراب علاقات توادد واحترام ممتدة بين الباعة والمشترين، ومن الأطباق التي يبرع السودانيون في صنعها كما يقول أحدهم لـ «عكاظ» العصيدة؛ وهي مزيج القمح والذرة والخضراوات الجافة التي تطبخ بشرائح اللحم السواكني المجفف.. ولاحظت «عكاظ» تدفق عشرات من الزبائن على الوجبة ولا ينافسها في الإقبال إلا مشروب «الحلو مر» ومن اسمه المتناقض يظهر لذته، إذ جمع بين الحلو والمر.. ويشربه السودانيون باردا لـ «قطع العطش».. وهو بالفعل كذلك. في بني مالك الذي يشكل فيه السودانيون جزءا من ملمح الحي الشعبي تحتشد المطاعم السودانية مع رصيفاتها المصرية التي دخلت في ساحة التنافس في جذب الرواد وتقديم كل ما يرضيهم.